الخطر في زجاجة: أضرار العطور المقلدة
مخاطر خفية وراء العطور المقلدة: كيف تؤثر مكوناتها الكيميائية على صحتك؟
يتم استخدام العطور يومياً في حياتنا لإضافة لمسة من الجمال والأناقة، ولكن وراء الروائح الجذابة قد تكمن حقيقة مقلقة، مع انتشار العطور المركبة والمقلدة، أصبحت الأرفف مليئة بقنابل عطرية حقيقية تحمل مكونات كيميائية خطيرة، هذه المنتجات، التي تبدو مغرية بأسعارها المنخفضة، تخفي أضراراً صحية جسيمة قد لا ندركها إلا بعد فوات الأوان.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على بعض المركبات الكيميائية الخطيرة التي قد تحتويها هذه العطور وكيف يمكن أن تؤثر سلباً على صحتنا.
لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.
أخطر المكونات في العطور المركبة
وراء كل زجاجة عطر جذابة تكمن حكاية معقدة من الكيمياء، فالعطور ليست مجرد مزيج من الزيوت الطبيعية، بل هي تركيبات دقيقة تعتمد على مواد كيميائية لتثبيت الرائحة وزيادة انتشارها، بينما تخضع العطور الأصلية لرقابة صارمة، فإن العطور المركبة والمقلدة غالباً ما تتجاهل هذه المعايير، وتستخدم مواد رخيصة قد تتحول من رائحة زكية إلى خطر حقيقي يهدد صحة المستهلك.
هذه المكونات الكيميائية الخطيرة، التي غالباً ما تخفى عن العين، هي "القنابل الموقوتة" التي تملأ أرفف المتاجر وتنتشر بين أيدينا.
الفثالات
تعد الفثالات (مثبتات الرائحة التي تعبث بالهرمونات) من أكثر المكونات الكيميائية شيوعاً في العطور المقلدة، وظيفتها الأساسية هي المساعدة على إذابة المكونات الأخرى وتثبيت الرائحة لضمان بقائها على الجلد لفترة أطول، لكنها في الواقع أكثر من مجرد مثبت، فهي مادة تعرف بكونها مخلة بالغدد الصماء؛ مما يعني أنها قادرة على التدخل في عمل الهرمونات الطبيعية في الجسم.
وقد ربطت العديد من الدراسات التعرض لها بمشاكل صحية خطيرة، مثل اضطرابات الجهاز التناسلي، وتأخر النمو لدى الأطفال، وزيادة خطر الإصابة بالحساسية.
الكحول رديء الجودة
تستخدم مادة الكحول كمذيب أساسي في معظم العطور لتبخير الزيوت العطرية، بينما تستخدم العطور الأصلية كحول الإيثانول النقي، فإن العطور المقلدة تستعيض عنه بأنواع رخيصة ورديئة مثل الميثانول، وهو كحول صناعي سام.
التعرض للميثانول عن طريق الاستنشاق أو الامتصاص عبر الجلد قد يسبب مجموعة واسعة من الأعراض، بدءاً من تهيج الجهاز التنفسي والعينين، وصولاً إلى الصداع والدوخة، وقد تتسبب في تلف الكبد والكلى على المدى الطويل.
مواد مسرطنة ومثيرة للحساسية
ليست الفثالات والكحول الرديء هما المكونان الوحيدان المثيران للقلق، فقد كشفت الفحوصات أن بعض العطور المقلدة قد تحتوي على مواد مسرطنة مثل الفورمالديهايد، والذي يستخدم أحياناً كمادة حافظة، كما تحتوي العديد من العطور على مواد عطرية غير طبيعية قد تسبب حساسية شديدة للجلد أو للجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي، أو حكة، أو حتى نوبات ربو لدى الأشخاص الأكثر حساسية.
تكمن المشكلة في أن هذه المكونات لا تذكر على الملصقات، ما يجعل من الصعب على المستهلك معرفة ما يضعه على جسده.
كيف تحمي نفسك من مخاطر العطور المركبة؟
بعد أن عرفنا المخاطر الكامنة وراء العطور المركبة، يصبح السؤال الأهم كيف يمكن للمستهلك أن يحمي نفسه وعائلته من هذه الأضرار؟ لا يتطلب الأمر معرفة عميقة بالكيمياء، بل يتطلب وعي واتخاذ قرارات بسيطة وذكية عند الشراء والاستخدام، حماية صحتك تبدأ باختيارك.
الشراء من مصادر موثوقة ومعروفة
يعد هذا الإجراء الخطوة الأولى والأكثر أهمية، تجنب شراء العطور من الباعة المتجولين أو المواقع الإلكترونية غير الموثوقة التي تعرض عطوراً بأسعار لا تصدق، المحلات التجارية الكبيرة، والصيدليات، والمتاجر الرسمية للعلامات التجارية تضمن أن المنتجات التي تبيعها أصلية وخاضعة لرقابة الجودة.
على الرغم من أن السعر قد يكون أعلى، فإن استثمارك في عطر أصلي هو استثمار في سلامتك.
التحقق من قائمة المكونات
قبل الشراء، حاول قراءة قائمة المكونات المذكورة على العبوة، العطور الأصلية تلزم الشركات المصنعة بذكر المكونات الرئيسية، بينما تتجنب العطور المقلدة ذلك. إذا كانت العبوة لا تحتوي على أي معلومات عن المكونات، أو إذا كانت المعلومات غير واضحة، فمن الأفضل تجنبها تماماً.
الانتباه للتغليف والرائحة
تغليف العطور الأصلية يكون عادة عالي الجودة وخالي من العيوب، في حين أن تغليف العطور المقلدة يكون رديئ ويحتوي على أخطاء إملائية، انتبه أيضاً للون العطر ورائحته؛ العطور المركبة قد يكون لونها باهت أو مختلف، ورائحتها غالباً ما تكون قوية جداً في البداية ثم تتلاشى بسرعة أو تتحول إلى رائحة كيميائية مزعجة.
تجنب الرش المباشر على الجلد
حتى مع العطور الموثوقة، ينصح بتجنب الرش المباشر على الجلد بكميات كبيرة، يمكن رش العطر على الملابس بدلاً من الجلد، حيث يقلل ذلك من امتصاص المواد الكيميائية، في حال كنت تعاني من حساسية جلدية، يمكن تجربة العطر على منطقة صغيرة من الجلد أولاً للتأكد من عدم وجود أي رد فعل تحسسي.
الابتعاد عن المنتجات ذات الرائحة القوية
إذا لاحظت أن رائحة العطر قوية بشكل غير طبيعي أو مزعجة، فقد يكون ذلك مؤشراً على وجود كميات كبيرة من الكحول الرديء أو المواد الكيميائية، اختر العطور التي تتميز برائحة متوازنة وتطور تدريجي.
شاهد أيضاً: عطر المرأة الثلاثينية.. سر الأنوثة والجاذبية
هل جميع العطور المركبة خطيرة؟
هذا سؤال جوهري يستحق الإجابة، الإجابة المختصرة هي لا، ليست جميع العطور المركبة خطيرة بالضرورة، الخطورة لا تكمن في فكرة "التركيب" بحد ذاتها، بل في مصدر المكونات المستخدمة، وجودة المواد، ومدى الالتزام بمعايير السلامة.
هناك فرق كبير بين العطور المركبة التي تصنع في مختبرات ومتاجر متخصصة وخاضعة للرقابة، وبين العطور المقلدة التي تنتج في ورش عمل مجهولة المصدر.
العطور المركبة الآمنة
تصنع العطور المركبة الآمنة على يد خبراء أو صانعي عطور يتبعون معايير محددة، هؤلاء يستخدمون زيوت عطرية عالية الجودة وكحول نقي (مثل الإيثانول)، ويخضعون لرقابة تضمن خلو منتجاتهم من المواد الكيميائية الضارة.
في كثير من الأحيان، يقوم صانعو هذه العطور بتركيبها لتكون فريدة من نوعها أو لتقليد روائح معينة بأسعار معقولة، لكنهم يضعون السلامة في المقام الأول، يمكنك غالباً التعرف على هذه العطور من خلال شفافية المصدر، وإمكانية الاطلاع على مكوناتها، ووجود علامة تجارية معروفة، حتى لو كانت صغيرة.
العطور المركبة الخطرة
هذا هو الجزء الذي يحمل الخطر الحقيقي، العطور المركبة والخطيرة هي في الواقع عطور مقلدة أو تصنع في أماكن غير مرخصة، الهدف منها هو الربح السريع، بغض النظر عن جودة المكونات أو سلامة المستهلك، هذه المنتجات هي التي تحتوي على المواد الكيميائية التي ناقشناها سابقاً، مثل الفثالات، والميثانول السام، والمواد المسرطنة.
لا تخضع لأي اختبارات سلامة، وغالباً ما تباع بأسعار منخفضة للغاية، علاماتها التجارية تكون مزيفة أو غير موجودة، وتغليفها رديء الجودة.
لذلك، عندما تسمعين بعبارة "عطر مركب"، من الضروري التمييز بين النوعين، ليس كل تركيب خطير، ولكن كل ما هو غير موثوق به وغير خاضع للرقابة يعد مصدراً محتملاً للمخاطر الصحية.
في نهاية المطاف، تبقى مسؤولية حماية أنفسنا وعائلاتنا من المخاطر الصحية بين أيدينا، العطور، بكل سحرها وجمالها، يجب أن تكون مصدراً للبهجة لا للقلق، لذا، في المرة القادمة التي تقررين فيها شراء عطر، لا تنجرفي وراء السعر الرخيص أو التغليف اللامع، تذكري أن القنابل العطرية الحقيقية ليست مجرد عبارة مجازية، بل هي خطر حقيقي يمكن تجنبه بالوعي والاختيار السليم.
شاهد أيضاً: من التوابل إلى العبير.. رحلة عطورك الساحرة
-
الأسئلة الشائعة عن مخاطر العطور المركبة
- هل يمكن أن يؤدي العطر المقلد إلى سرطان الجلد؟ نعم، يمكن أن تزيد بعض المكونات الموجودة في العطور المقلدة من خطر الإصابة بأمراض جلدية خطيرة، فالمركبات المسرطنة مثل الفورمالديهايد، بالإضافة إلى المعادن الثقيلة، قد تتغلغل في الجلد وتسبب تلفًا للخلايا، مما يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد على المدى الطويل.
- كيف يمكنني التفريق بين العطر الأصلي والمقلد؟ يمكنك التفريق بينهما من خلال عدة نقاط، أبرزها جودة التغليف وشكل الزجاجة، حيث يكون المنتج الأصلي متقنًا وخاليًا من العيوب، كما أن رائحة العطر الأصلي تكون متوازنة وتتطور تدريجيًا، بينما تكون رائحة العطر المقلد قوية في البداية ثم تتلاشى بسرعة أو تتحول إلى رائحة كيميائية.
- هل العطور التي تباع في المتاجر الصغيرة أو على الإنترنت بأسعار رخيصة دائمًا خطيرة؟ ليست دائمًا، لكنها غالبًا ما تكون كذلك، المنتجات الرخيصة للغاية غالبًا ما تشير إلى أن المصنعين قاموا بتوفير التكاليف باستخدام مواد رديئة وغير آمنة، لذلك، من الأفضل دائمًا الشراء من مصادر موثوقة لضمان الحصول على منتج أصلي وخالي من المركبات الكيميائية الضارة.