تساقط الشعر بسبب التوتر والضغط النفسي

تعددت أسباب تساقط الشعر والنتيجة واحدة، إذ يعتبر تساقط الشعر أحد أكثر مشاكل الشعر انتشاراً بين الناس لارتباطه بعوامل مختلفة، ولا يتوقف الأمر على تساقط الشعر وحسب بل يشمل حالات الصلع أيضاً بالرغم من أن الصلع مرتبط في الكثير من الأحيان بالعوامل الوراثية خاصةً لدى الرجال، ولكن هناك أحد العوامل الهامة في هذه المشكلة والذي يعاني منه معظم الناس في هذا العصر دون وعيهم بأنه قد يكون السبب الأساسي وراء تساقط الشعر أو الإصابة بالصلع، وهو الضغط النفسي والتوتر المنتشرين بشدة هذه الأيام، فما هو تأثير الضغط النفسي على تساقط الشعر؟ وكيف يمكن أن يسبب تساقط الشعر الصلع أيضاً؟

العلاقة بين الضغط النفسي وتساقط الشعر:

نعم هناك علاقة بين الضغط النفسي والتوتر مع تساقط الشعر، ولكن تساقط الشعر لا يحدث نتيجة توتر مؤقت أو يحدث في الوقت الحالي أو خلال يوم واحد فقط، بل أنه يحدث كنتيجة لتوتر وضغط مستمر لفترة زمنية طويلة مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم وتقلب في مستويات هرمونات الضغط في الجسم مما يسبب الخلل في التوازن الفسيولوجي فيه، وبالتالي سيؤثر على دورة الحياة الفسيولوجية للشعرة وهذا ما يجعله أحد أسباب تساقط الشعر، ولكن لا يمكنكِ التأكد من السبب الذي أدى إلى تساقط شعركِ، حيث أن ذلك سيتطلب منكِ تذكر حدث سبب لكِ التوتر والضغط قبل فترة تتراوح من 3-6 أشهر أو قد تصل إلى 9 أشهر أحياناً.

أنواع تساقط الشعر المرتبطة بالضغط النفسي:

بحسب موقع mayoclinic الطبي فإن هناك 3 أنواع من الضغط النفسي العالي والتي يمكن أن ترتبط بتساقط الشعر، تشمل ما يلي:

• تساقط الشعر الجُربي: يمر 90% من الشعر بدورة حياة ينمو فيها ويطول بمقدار سنتمتر واحد شهرياً لمدة سنتين إلى 3 سنوات، بعدها ينتقل الشعر إلى مرحلة تُعرف بفترة الركود أو الاستراحة والتي تمتد لمدة 3 أو 4 أشهر والتي يتساقط بعدها لينمو مكانه شعر جديد، وفي تساقط الشعر الجُربي يتسبب الضغط النفسي الحاد في دخول العديد من جُريبات الشعر (بصيلات الشعر) في فترة الركود هذه مما يؤدي إلى تساقطه بعد عدة أشهر.
• رغبة في نتف الشعر: عند التعرض لضغط نفسي شديد يصيب البعض حالة من الهوس والرغبة الشديدة في نتف شعر الرأس أو الحواجب، إذ تمثل رد فعل على المشاعر السلبية التي تتملكهم.
• الثعلبة البقعية (فقدان الشعر الجزئي): يعتبر الضغط النفسي الشديد والتوتر أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالثعلبة، وعندها يهاجم الجهاز المناعي جُريبات الشعر مما يؤدي إلى تساقطه.

 متى يستلزم الأمر زيارة الطبيب؟

يتساقط الشعر يومياً بمعدل 100 شعرة بشكل طبيعي، لذا فإن هذه المعلومة تساعدكِ بالتحري عن سبب تساقط الشعر والتمييز إن كانت الحالة مرضية أم طبيعية، ففي حال لاحظتِ تساقطاً مفاجئاً للشعر بمعدل فوق المعتاد خلال اليوم فإن الأمر يمكن أن يحتاج إلى استشارة طبية، لأن تساقط الشعر يمكن أن يكون علامة لمرض كامن في الجسم أو نتيجة للعوامل الخارجية والتي يستطيع تحديدها الطبيب، إذ يعتبر تساقط الشعر مؤشراً لأكثر من 30 مرض في الجسم، ومعرفة السبب هي الخطوة الأهم في طريق العلاج التي سيرسمها لكِ طبيبكِ.

هل يسبب الضغط النفسي الصلع؟

يؤثر الضغط النفسي عضوياً على كافة أعضاء الجسم، ويؤثر الضغط العصبي والانفعالات على الجلد والشعر مثل احمرار الجلد وجفافه وشحوب اللون وتساقط الشعر، ولكن عندما تكون هذه الضغوطات شديدة فإنها يمكن أن تسبب الإصابة بأمراض جلدية أكثر حدة كالأكزيما والصدفية، أما بالنسبة للشعر فيمكن أن تؤدي إلى الصلع في أماكن متفرقة من فروة الرأس، وهذه المشاكل يمكن أن تصيبكِ في سن ما دون الثلاثين عاماً وقد تصيب أشخاص مازالوا دون سن العشرين، إذ تؤثر العوامل النفسية والخوف على نشاط الدورة الدموية في الجسم بسبب انقباض العضلات، مما يخفض من مستوى الدم الواصل إلى البصيلات وهو ما يضعفها ويقلل من حيويتها فيسبب ذلك تساقط الشعر فيها وظهور مناطق فارغة في الرأس.

علاج تساقط الشعر الناتج عن الضغط النفسي:

في البداية يجب أن تعلمي بأن تساقط الشعر الناتج عن التوتر والضغط النفسي يعتبر حالة مؤقتة، إذ يتوقف التساقط بمجرد انتهاء الحالة النفسية التي أدت إليه، لذا فمن الضروري عند علاج المشكلة أن تبدأي بعلاج المسبب وإيجاد الحلول المناسبة أو طرق العلاج النفسي للتخلص من هذه الضغوط، ولكن تساقط الشعر بتعدد أسبابه له طرقة كثيرة للعلاج أيضاُ والتي تشمل ما يلي:

• العلاجات الطبية لتساقط الشعر: تشمل هذه الطريقة استخدام الأدوية التي يمكن أن توقف التساقط أو تزيد من نمو الشعر الجديد، ولكن يُوصي الأطباء باستخدام علاج يدمج بين هذه الأدوية للحصول على نتائج فعالة، ومن أشهر هذه الأدوية: مينوكسيديل وهو دواء لا يحتاج لوصفة طبية ويستخدم في علاج تساقط الشعر، بالإضافة إلى دواء فيناسترايد لعلاج الصلع ولكن هذا الدواء يتم استخدامه بوصفة طبية، إلى جانب دواء كورتيكوستيرويدات وهو فعال في علاج الثعلبة البقعية وهو عبارة عن حقن يتم حقنها في فروة الرأس، كما يوجد علاجات طبية على شكل مراهم موضعية على فروة الرأس.
• مستحضرات العناية بالشعر لعلاج تساقط الشعر: هناك الكثير من أنواع الشامبو والمرطبات التي يمكن أن يصفها لكِ الطبيب لعلاج مشكلة تساقط الشعر، بحيث تحتوي هذه المنتجات على الأملاح المعدنية والفيتامينات المهمة لإعادة نمو الشعر وتقوية البصيلات.
• العلاجات الطبيعية والمنزلية لتساقط الشعر: يندرج تحت هذا البند الكثير من المواد الطبيعية ذات الكفاءة العالية في علاج مشاكل الشعر عامة ومشكلة تساقطه خاصة، كما نجد بأنها علاجات ذات شعبية كبيرة بين الناس لكونها مستحضرات طبيعية وآمنة على الجسم، ومن بين أبرز هذه المكونات هو الثوم الذي يمكن استخدامه مهروساً على فروة الرأس بالتدليك والذي يتمتع بخواص ممتازة في إعادة نمو الشعر، كما يمكنكِ استخدام بياض البيض بسبب محتواه الغني بمادة الكبريت التي تدخل في تكوين الكيراتين في الشعر، إلى جانب مجموعة كبيرة من المعادن الأساسية لتقوية الشعر ونموه بشكل صحي كالسلينيوم والحديد والزنك واليود والفسفور، وكذلك الأمر يمكنكِ استخدام عصير الليمون فهو يحتوي على فيتامين جـ  وحمض الستريك لذا فهو مقوي جيد للشعر، أما في حال رغبتِ باستخدام  الزيوت فهناك زيت الخروع الذي يحفز نمو الشعر الجديد بسبب محتواه العالي بالأحماض الدهنية، وزيت الصبار الذي يعتبر من أقوى الزيوت لنمو وتطويل الشعر.

نصائح للحد من تساقط الشعر:

إلى جانب العلاجات السابقة هناك مجموعة من النصائح والتعليمات التي سيساعدكِ اتباعها في علاج تساقط الشعر والحد منه:

• عدم ارتداء الأشياء التي تلاصق فروة الرأس وتسبب الضغط عليها لأنها ستزيد من مشكلة تساقط الشعر.
• يجب التأكد من أن تساقط الشعر غير مرتبط بمشاكل التقلبات الهرمونية في الجسم، وفي حال كنتِ تعانين منها فيجب العمل على علاجها أولاً.
• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن بحيث يحتوي على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمكِ يومياً، من فيتامينات ومعادن خاصةً التي ترتبط مباشرة في صحة الشعر.
• إن كنتِ من أصحاب الشعر الدهني فيجب استخدام شامبو يجفف فروة الرأس ويعيد توازن إفراز الزيوت فيها، لأن الدهنية العالية  تسبب تساقط للشعر بسبب انسداد المسمات.

إن تأثير الضغط النفسي على تساقط الشعر حالة شائعة بسبب التعرض المستمر لضغوطات الحياة، لذا فإنه من الضروري مراعاة جسمكِ أكثر من هذه الناحية بالتخفيف من التوتر والانفعالات النفسية، فمهما كان الضغط مرتفعاً فإنه سيسبب مشاكل أكبر أنت بغنى عنها، كما أن جميعنا يعلم بأن التوتر والانفعال لا جدوى منه وعلى العكس فقد يكون تأثيره أسوأ على الجسم الذي يمثل أهم ما تملكين في حياتكِ والذي يستحق منكِ الحفاظ عليه.