أخيرًا: بشرة مثالية بفضل نبتة واحدة، فما هي؟

نبتة سانت جون، المعروفة علمياً باسم Hypericum perforatum، هي زهرة برية صفراء اللون تعرف منذ قرون بخصائصها الطبية المتعددة.

اشتهرت هذه النبتة في الطب الشعبي بقدرتها على تحسين المزاج وعلاج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، ولكن فوائدها تتجاوز ذلك لتشمل العناية بالبشرة أيضًا، غنية بالمركبات النشطة بيولوجياً مثل الهايبريسين، والهايبرفورين، والفلافونويدات، ومضادات الأكسدة، تقدم نبتة سانت جون حلول طبيعية لمجموعة واسعة من مشاكل البشرة.

في هذا المقال، سنتعمق في استكشاف الفوائد المذهلة لنبتة سانت جون للبشرة، وكيف يمكن أن تكون إضافة قيمة لروتين العناية بالجمال.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

فوائد نبتة سانت جون الذهبية للبشرة

نبتة سانت جون، هذه الزهرة الذهبية التي لطالما ارتبط اسمها بالطب الشعبي لتحسين المزاج، تحمل في طياتها كنوز حقيقية للعناية بالبشرة، فتركيبتها الغنية بالمركبات مثل الهايبريسين، تمنحها خصائص فريدة تجعلها مكوناً طبيعياً فعالاً في محاربة العديد من مشاكل البشرة وتحسين صحتها ومظهرها، دعونا نتعمق في أبرز فوائد هذه النبتة الساحرة للبشرة:

مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة

تعد نبتة سانت جون مخزن حقيقي لمضادات الأكسدة القوية مثل الفلافونويدات والمركبات الفينولية، هذه المركبات تعمل كدرع واقٍ للبشرة، حيث تحارب الجذور الحرة التي تسبب التلف الخلوي وتؤدي إلى شيخوخة مبكرة وظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز النبتة بخصائصها المضادة للالتهابات التي تساعد على تهدئة البشرة المتهيجة، وتقليل الاحمرار، وتخفيف الالتهابات المرتبطة بحالات جلدية مثل الأكزيما والصدفية.

 تسريع التئام الجروح وتخفيف الندوب

من أبرز فوائد نبتة سانت جون للبشرة هي قدرتها على تسريع عملية التئام الجروح، يعود ذلك إلى وجود مركب الهايبرفورين الذي يحفز تجديد الخلايا ويساعد على إعادة بناء الأنسجة التالفة، كما أنها تساهم في تقليل ظهور الندوب، سواء كانت ناتجة عن حب الشباب أو الجروح، عن طريق تعزيز إنتاج الكولاجين الصحي وتحسين مرونة الجلد في المنطقة المتضررة.

 تهدئة البشرة المتهيجة وعلاج الأمراض الجلدية

بفضل خصائصها المهدئة والمضادة للالتهابات، تعتبر نبتة سانت جون علاجاً فعالاً للبشرة المتهيجة والحساسة، يمكن أن تخفف من الحكة والاحمرار والالتهاب الناتج عن عوامل بيئية، أو تفاعلات جلدية، أو حتى لدغات الحشرات.

بالإضافة إلى فعاليتها في المساعدة على تخفيف أعراض بعض الأمراض الجلدية المزمنة مثل الأكزيما والصدفية، مما يوفر راحة طبيعية للمصابين بهذه الحالات.

 فوائد سانت جون للبشرة الدهنية

قد تكون نبتة سانت جون مفيدة أيضاً للبشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب، فخصائصها المضادة للبكتيريا يمكن أن تساعد في مكافحة البكتيريا المسببة لحب الشباب، بينما تسهم قدرتها على تنظيم الإفرازات الدهنية في تقليل اللمعان الزائد وانسداد المسام، وبالتالي يساعد على تقليل تكون البثور والرؤوس السوداء وتحسين مظهر البشرة بشكل عام.

حماية البشرة من أضرار أشعة الشمس

تحتوي نبتة سانت جون على مركبات قد توفر بعض الحماية ضد أضرار أشعة الشمس فوق البنفسجية، وذلك بفضل خصائصها المضادة للأكسدة التي تحارب التأثيرات الضارة للجذور الحرة الناتجة عن التعرض للشمس. ومع ذلك، من المهم جداً توخي الحذر الشديد عند استخدامها موضعياً أو داخلياً قبل التعرض للشمس، حيث أن بعض مكوناتها، وخاصة الهايبريسين، قد تزيد من حساسية الجلد للضوء لدى بعض الأفراد، مما قد يؤدي إلى حروق الشمس.

لذا، يجب دائماً استخدام واقي الشمس بكمية كافية والتشاور مع أخصائي قبل الاعتماد عليها كحماية من الشمس.

كيفية استخدام نبتة سانت جون للعناية بالبشرة

بعد التعرف على الفوائد المتعددة لنبتة سانت جون للبشرة، يبرز التساؤل حول أفضل الطرق لاستخدامها للاستفادة القصوى من خصائصها العلاجية والجمالية، تتوفر نبتة سانت جون في أشكال متعددة يمكن تطبيقها موضعياً على البشرة، ولكن من المهم دائماً البدء بجرعات صغيرة وإجراء اختبار حساسية للتأكد من عدم وجود رد فعل تحسسي، إليك أبرز طرق استخدام نبتة سانت جون للعناية بالبشرة:

 زيت نبتة سانت جون

يعد الزيت المنقوع من نبتة سانت جون هو الشكل الأكثر شيوعاً وفعالية للاستخدام الموضعي على البشرة، يتم تحضيره عن طريق نقع أزهار وأوراق النبتة المجففة في زيت ناقل مثل زيت الزيتون، زيت اللوز الحلو، أو زيت دوار الشمس لعدة أسابيع، مما يسمح للمركبات النشطة بالانتقال إلى الزيت، ويمكن استخدام هذا الزيت مباشرة على البشرة لما يلي:

• تهدئة البشرة المتهيجة: يدهن الزيت بلطف على المناطق المصابة لتقليل الاحمرار والحكة.
• تسريع التئام الجروح والندوب: يطبق الزيت بانتظام على الجروح الصغيرة أو الندوب القديمة لتحسين عملية الشفاء وتقليل ظهور الندوب.
• ترطيب البشرة الجافة: يمكن إضافته إلى روتين العناية بالبشرة كمرطب طبيعي، خاصة للبشرة الجافة أو المتشققة.
• التدليك: يستخدم لتدليك العضلات المتشنجة أو المناطق المؤلمة بفضل خصائصه المضادة للالتهابات.

المستخلصات والكريمات والمراهم الجاهزة

يتوفر زيت نبتة سانت جون ومراهم وكريمات تحتوي على هذه النبتة في الصيدليات ومحلات المنتجات الطبيعية، هذه المنتجات غالباً ما تكون ذات تركيز قياسي وتوفر طريقة سهلة ومريحة للاستخدام، عند اختيار هذه المنتجات، ينصح بالبحث عن علامات تجارية موثوقة والتأكد من أن المكون الرئيسي هو مستخلص نبتة سانت جون، والتي يمكن استخدامها في:

• علاج البثور وحب الشباب: تطبق على البثور الفردية لتقليل الالتهاب وتسريع الشفاء.
• التخفيف من أعراض الأكزيما والصدفية: تستخدم بانتظام على المناطق المصابة لتوفير الراحة.
• تحسين مرونة الجلد: تطبق على المناطق التي تظهر عليها علامات الشيخوخة للمساعدة في تجديد الخلايا.

 الكمادات والمغاطس

يمكن استخدام منقوع نبتة سانت جون والذي يحضر بنقع الأزهار المجففة في ماء ساخن ثم يترك ليبرد ككمادات موضعية فيما يلي :

• تهدئة البشرة الملتهبة: تغمس قطعة قماش نظيفة في المنقوع وتوضع على المناطق المصابة بالالتهاب أو الاحمرار.
• علاج حروق الشمس الخفيفة: قد تساعد الكمادات الباردة على تخفيف الألم والتهاب حروق الشمس الطفيفة.

كما يمكن إضافة بضع قطرات من زيت نبتة سانت جون إلى ماء حوض الاستحمام لتحضير مغطس مهدئ للبشرة، مفيد بشكل خاص للبشرة الجافة أو المتهيجة بشكل عام.

 تحضير قناع الوجه

يمكن مزج مسحوق نبتة سانت جون المجففة (أو حتى الزيت) مع مكونات طبيعية أخرى مثل العسل أو الزبادي أو الشوفان لتحضير قناع وجه مغذي، يطبق القناع على الوجه لمدة 10-15 دقيقة ثم يشطف بالماء الدافئ. ويمكن أن يساعد هذا القناع على:

• تنقية البشرة: يسهم في إزالة الشوائب وتنظيف المسام.
• تغذية البشرة: يوفر الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة البشرة.
• تحسين ملمس البشرة: يمنحها نعومة وإشراقة.

نصائح عند استخدام نبتة سانت جون

بالرغم من الفوائد العديدة لنبتة سانت جون للبشرة، إلا أنه من الضروري مراعاة بعض الاحتياطات عند استخدامها، وذلك لتجنب أي آثار جانبية محتملة أو تفاعلات غير مرغوبة.

• اختبار الحساسية: قبل استخدام أي منتج يحتوي على نبتة سانت جون على مساحة واسعة من الجلد، يجب إجراء اختبار حساسية على منطقة صغيرة وغير ظاهرة (مثل باطن الذراع) والانتظار لمدة 24 ساعة للتأكد من عدم وجود أي رد فعل تحسسي.
• الحساسية للضوء: يجب الانتباه إلى أن نبتة سانت جون، خاصة عند استخدامها بكميات كبيرة موضعياً، قد تزيد من حساسية الجلد للضوء (تأثير التحسس الضوئي)، لذا، ينصح بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بعد استخدامها، أو استخدام واقي شمسي عالي الحماية.
• الاستشارة الطبية: في حال وجود أمراض جلدية مزمنة أو استخدام أدوية أخرى، ينصح بالتشاور مع الطبيب أو أخصائي الجلدية قبل البدء باستخدام نبتة سانت جون على البشرة لتجنب أي تفاعلات غير مرغوبة.

وأخيراً، تظل نبتة سانت جون كنزاً طبيعياً للعناية بالبشرة، تقدم فوائد كثيرة من التهدئة إلى تجديد الخلايا، مع التأكيد على ضرورة الاستخدام الواعي والآمن للاستفادة القصوى من قواها الشفائية.