20 عام من الجمال، دليل شامل لتحولات صيحات المكياج

رحلة تطور صيحات المكياج خلال عقدين: من الجرأة إلى الاحتفاء بالجمال الطبيعي ولمسات فنية مبتكرة

  • تاريخ النشر: منذ ساعة
20 عام من الجمال، دليل شامل لتحولات صيحات المكياج

شهد عالم المكياج تحولات جذرية على مدى العقدين الماضيين، ليعكس في كل مرحلة ليس فقط التقدم في مستحضرات التجميل، بل أيضاً التغيرات الثقافية والاجتماعية التي طرأت على مجتمعاتنا، من الألفية الجديدة المتأثرة بثقافة البوب والألوان الجريئة، مروراً بعقد 2010 الذي رسخ مفاهيم الكونتور والتحديد، وصولاً إلى العقد الحالي الذي يحتفي بالجمال الطبيعي مع لمسات فنية، لطالما كانت صيحات المكياج مرآة تعكس ذوق العصر.

فكيف تطورت هذه الصيحات؟ وما هي أبرز المحطات التي رسمت ملامح التغيير في عالم التجميل خلال 20 عاماً؟ دعونا نستكشف هذه الرحلة المذهلة.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

مكياج بداية الألفية 2000

في مطلع الألفية الجديدة، وتحديداً مع بزوغ عصر الألفينيات، كان عالم المكياج يرقص على إيقاع ثقافة البوب المتسارعة والتفاؤل التكنولوجي الذي طغى على تلك الفترة، اتسمت صيحات المكياج حينها بالجرأة واللمعان المبالغ فيه أحياناً، مستوحاة من نجمات البوب وأيقونات الموضة اللاتي كن يسيطرن على الشاشات والمجلات.

كان الهدف الأساسي هو إبراز الملامح بطريقة لافتة وجذابة، مع التركيز على الألوان الزاهية واللمعة التي تعكس روح التجديد والانطلاق.

عيون مضيئة بظلال الباستيل والميتاليك

كانت العيون هي نقطة الارتكاز في مكياج بداية الألفية، سيطرت ظلال العيون الميتاليك واللامعة بشكل كامل، خاصة تلك التي تتدرج بين الأزرق الفاتح، الفضي، والوردي الباستيلي، لم يكن الهدف هو الدمج الاحترافي للظلال، بل كان التركيز على إضفاء لمعان وبريق حول العين لجعلها تبدو أكبر وأكثر انفتاحاً.

غالباً ما كان يتم تحديد العين بالكامل باستخدام الكحل الأسود الثقيل، بما في ذلك خط الرموش السفلي، لخلق مظهر "مدور" للعين بدلاً من السحب المجنح الذي اشتهر لاحقاً.

صورة مقربة لعين عليها ظلال عيون باستيلية برتقالية وزرقاء ميتاليك لامعة.

شفاه لامعة وبراقة

كانت الشفاه اللامعة (Glossy Lips) هي السمة المميزة لتلك الفترة، قلما تجد أحمر شفاه مات أو مطفي، فقد كان اللمعان هو سيد الموقف، تراوحت درجات الشفاه بين الشفاف الذي يمنح لمسة من البريق، إلى الألوان الفاتحة المحتوية على جليتر دقيق يضيء الشفاه.

كان استخدام محدد الشفاه بلون أغمق قليلاً من لون الشفاه الطبيعي، أو أغمق من ملمع الشفاه، شائعاً أيضاً لخلق تحديد بارز للشفاه.

صورة مقربة لشفاه بلمعة براقة (غلوس) ولون وردي فاتح.

حواجب رفيعة ومحددة بدقة

على عكس صيحات الحواجب الكثيفة التي نراها اليوم، كانت الحواجب الرفيعة جداً والمحفوفة بعناية فائقة هي الأكثر رواجاً في بداية الألفية، كان يتم التركيز على إزالة الشعر الزائد بشكل دقيق جداً ورسم خط رفيع ومحدد للحاجب، مما يمنح الوجه مظهراً أكثر انفتاحاً وبروزاً للعينين.

صورتان متجاورتان لنفس العين، إحداهما بحاجب طبيعي والأخرى بحاجب رفيع ومحدد بدقة.

بشرة موحدة ومكياج أساسي واضح

فيما يتعلق بمكياج البشرة، كان الاتجاه يميل نحو التغطية الكاملة والموحدة، كان الفاونديشن (كريم الأساس) يطبق لتغطية أي عيوب ومنح البشرة لوناً موحداً تماماً، مع استخدام بودرة تثبيت لإضفاء لمسة نهائية غير لامعة، لم يكن التركيز على المظهر الطبيعي للبشرة أو إبراز النمش كما هو شائع اليوم، بل على إضفاء مظهر مصقول وخالي من الشوائب.

مكياج العقد الثاني 2010

مع دخولنا العقد الثاني من الألفية الجديدة، وتحديداً خلال سنوات 2010، شهد عالم المكياج تحولاً جذرياً مدفوعاً بظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وصعود نجم المؤثرين الذين أصبحوا أيقونات للجمال والموضة، تحولت بوصلة الجمال من اللمعان البراق والعفوي إلى التركيز على التحديد، النحت، والكمال الظاهري.

أصبحت تقنيات المكياج أكثر تعقيداً ودقة، وهدفها الأساسي إبراز الملامح بشكل حاد ومحدد، مع إعطاء الأولوية للعيون الجريئة والحواجب المرسومة بإتقان.

نحت الوجه بالكونتور والهايلايت

كانت تقنيات الكونتور والهايلايت هي الكلمات السحرية في هذا العقد، بفضل نجوم تلفزيون الواقع والمؤثرين، أصبح الجميع يسعى لنحت عظام الخد، تصغير الأنف، وتحديد خط الفك، لم يعد المكياج يقتصر على توحيد لون البشرة، بل أصبح أداة للنحت ثلاثي الأبعاد، باستخدام درجات مختلفة من كريم الأساس والبودرة لخلق ظلال وإضاءات تبرز تفاصيل الوجه.

صور لامرأة تظهر خطوات الكونتور والهايلايت على الوجه، قبل وبعد

الحواجب الكثيفة والمحددة

إذا كانت الحواجب الرفيعة هي سمة الألفية الأولى، فإن عقد 2010 قلب الموازين تماماً، أصبحت الحواجب الكثيفة والممتلئة والمحددة هي المعيار الجمالي الجديد، لم يكن الأمر مجرد ترك الحواجب تنمو، بل أصبح روتيناً يومياً يتضمن ملء الفراغات، تحديد الأطراف بقلم الحواجب أو البودرة، وتمشيطها بجل خاص للحفاظ على شكلها المثالي، مما يمنح الوجه إطاراً قوياً وجذاباً.

الشفاه المات والدرجات الداكنة

وداعاً للشفاه اللامعة بشكلها السابق، شهد هذا العقد صعوداً مدوياً لأحمر الشفاه المات (المطفي)، الدرجات المحايدة (النود) والبيج كانت المفضلة، إلى جانب الألوان الداكنة مثل العنابي والأرجواني الداكن، خاصة في مواسم الخريف والشتاء، كان المظهر المات للشفاه يكمل إطلالة المكياج المحددة، مضيفاً لمسة من الرقي والجرأة.

امرأة تضع مكياجًا داكنًا للشفاه بلمسة مات، مع عيون سموكي.

العيون الدخانية والرموش الدرامية

على الرغم من أن العيون الدخانية (Smoky Eye) كانت موجودة قبل هذا العقد، إلا أنها بلغت ذروتها في سنوات 2010، أصبحت الإطلالة الدخانية أغمق وأكثر كثافة، باستخدام ظلال سوداء ورمادية وبنية غنية مع دمج مثالي، ولإكمال هذا المظهر الدراماتيكي، أصبحت الرموش الصناعية الكثيفة والطويلة جزءاً لا يتجزأ من روتين المكياج اليومي أو المناسبات الخاصة، لتعزيز عمق وجاذبية العين.

وجه امرأة بمكياج عيون سموكي داكن ورموش صناعية كثيفة ودرامية.

مكياج العقد الحالي 2020

مع دخولنا عقد 2020، شهدت صيحات المكياج تحولاً ملحوظاً، مدفوعة بوعي متزايد بالصحة والجمال الشمولي، وتأثير جائحة كوفيد-19 التي غيرت الكثير من عاداتنا، أصبح التركيز ينصب على الجمال الطبيعي، العناية بالبشرة، والمظهر الصحي المشرق، مع لمسات فنية جريئة ومرحة تكسر روتين البساطة، لم يعد المكياج يهدف إلى التغطية الكاملة أو النحت الحاد، بل أصبح يعزز الملامح الطبيعية ويسمح للبشرة بالتنفس، مع جرأة في التعبير عن الذات من خلال الألوان والإبداع.

الحواجب الطبيعية والمنتفخة

استمرت الحواجب الكثيفة في شعبيتها، لكنها اتخذت منحى أكثر طبيعية، أصبحت الحواجب المنتفخة (Fluffy Brows) والممشطة للأعلى (Soap Brows) هي الصيحة الأبرز، بدلاً من التحديد الحاد والرسم الدقيق، يتم التركيز على تمشيط شعيرات الحاجب نحو الأعلى لإضفاء مظهر أكثر امتلاءً وعفوية، باستخدام جل الحواجب الشفاف أو الصابون المخصص، مما يعطي مظهراً غير مجهد ومريح.

صورة مقربة لعينين زرقاوين وحواجب طبيعية كثيفة وممشطة للأعلى .

لمسات الألوان الجريئة والآيلاينر الفني

على الرغم من ميل الوجه العام نحو الطبيعية، إلا أن العيون والشفاه أصبحت لوحة فنية للتعبير، عادت الألوان الزاهية بقوة، ولكن هذه المرة في شكل لمسات مركزة، أصبح الآيلاينر الملون بأنواع غير تقليدية (مثل الأزرق، الأخضر، أو الوردي) شائعاً، بالإضافة إلى الآيلاينر العائم (Floating Eyeliner) والرسومات الهندسية فوق ثنية الجفن، مما يمنح العين مظهراً فنياً ومرحاً.

عين عليها آيلاينر أسود مجنح وخط آيلاينر أخضر فني أسفل العين.

أحمر الخدود الكريمي والطبيعي

عاد أحمر الخدود ليحتل مكانة بارزة، خاصة الأنواع الكريمية والسائلة التي تندمج بسلاسة مع البشرة وتمنح تورداً طبيعياً، الألوان الوردية، الخوخية، والبرتقالية الناعمة هي الأكثر تفضيلاً، حيث تضفي مظهراً صحياً ومنتعشاً على الوجنتين، وكأن البشرة متوردة بشكل طبيعي.

في الختام، يتضح أن صيحات المكياج ليست مجرد اتجاهات عابرة، بل هي انعكاس حقيقي للتحولات الثقافية والاجتماعية التي نمر بها، خلال العقدين الماضيين، شهدنا رحلة مذهلة من الجرأة واللمعان في بداية الألفية، مروراً بالدقة والتحديد المكثف في عقد 2010، وصولاً إلى الاحتفاء بالجمال الطبيعي والتعبير الفني في عصرنا الحالي، كل حقبة تركت بصمتها الفريدة، وأعادت تعريف مفاهيم الجمال بطريقتها الخاصة.

  • الأسئلة الشائعة عن تطور صيحات المكياج خلال عشرين عام

  1. ما هو أبرز تغيير شهده المكياج خلال الـ 20 عامًا الماضية؟
    أبرز تغيير هو التحول من المكياج الثقيل والمحدد بشكل مبالغ فيه في العقد الأول والثاني من الألفية، إلى التركيز على الجمال الطبيعي والبشرة الصحية المتوهجة في العقد الحالي، مع لمسات فنية جريئة للعيون والشفاه.
  2. كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على تطور صيحات المكياج؟
    لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا حاسمًا في تسريع انتشار الصيحات وجعلها عالمية، بفضل المؤثرين ومنصات مثل إنستغرام وتيك توك، فقد أصبحت مصدرًا رئيسيًا لإلهام الجمال، مما أدى إلى ظهور صيحات سريعة الانتشار وتغيير مستمر في تفضيلات الجمهور.
  3. هل عادت أي من صيحات المكياج القديمة للظهور مؤخرًا؟
    نعم، هناك عودة ملحوظة لبعض صيحات الماضي، مثل الشفاه اللامعة وظلال العيون البراقة المستوحاة من فترة بداية الألفية، بالإضافة إلى اعتماد مظهر البشرة الندية، ومع ذلك، غالبًا ما تعود هذه الصيحات بشكل محدث يتماشى مع معايير الجمال العصرية.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح العناية بالجمال والشعر