لماذا عليكِ تجنب استخدام المستحضرات الخالية من الكبريتات؟

ظهرت مؤخراً العديد من التوجهات التي تؤكد على أهمية استخدام المنتجات الطبيعية والخالية من المواد الكيميائية الضارة. من بين هذه المواد، لفتت الكبريتات الانتباه كمكون شائع الاستخدام يُعتقد أن له تأثيرات سلبية على الشعر والبشرة. تتميز الكبريتات بقدرتها الفائقة على التنظيف، مما يجعلها مكونًا شائعًا في العديد من شامبوهات ومستحضرات التجميل. ولكن، ما الأسباب التي تجعل الخبراء ينصحون بتجنب استخدام المستحضرات التي تحتوي على الكبريتات؟

في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الرئيسية لتجنب المستحضرات الخالية من الكبريتات، مع التركيز على كيفية تأثيرها على صحة الشعر والبشرة. سنناقش الآثار السلبية المحتملة للكبريتات، بما في ذلك جفاف الشعر والبشرة وتحفيز الحساسية والتهيج، وكذلك تأثيرها على البيئة. كما سنتطرق إلى البدائل الآمنة والفعالة التي يمكن استخدامها لتحقيق نتائج مشابهة بدون المخاطر المرتبطة بالكبريتات. تابعي القراءة لتكتشفي لماذا يمكن أن يكون الابتعاد عن الكبريتات خطوة هامة نحو روتين جمالي أكثر صحة واستدامة.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

ما هي الكبريتات؟

الكبريتات، المعروفة بأنها مركبات كيميائية تنتمي إلى فئة المواد الخافضة للتوتر السطحي، تلعب دورًا بارزًا في العديد من الصناعات، خاصة في تصنيع مستحضرات التجميل ومنتجات النظافة. هذه المركبات تتميز بقدرتها على ربط جزيئات الزيت والماء معًا، مما يمكنها من إزالة الأوساخ والدهون بفعالية عبر تكوين رغوة غنية وكثيفة. هذا التأثير الرغوي لا يقتصر على تحسين أداء هذه المنتجات فحسب، بل يعزز أيضًا من تجربة المستخدم، مما يجعل الشامبوهات والصابون يبدوان أكثر فعالية ومتعة عند الاستخدام.

الأنواع الأساسية للكبريتات التي تجدها في مستحضرات التجميل هي كبريتات لوريث الصوديوم (SLS)، وكبريتات لوريل الصوديوم (SLES)، وكبريتات لوريث الأمونيوم (ALS). تختلف هذه الأنواع في تركيبها وكثافة التأثير الذي تقدمه، حيث تميل الأنواع المحتوية على "-eth" مثل كبريتات لوريث إلى أن تكون أخف وأقل حدة مقارنةً بالأنواع التي تنتهي بـ "-yl"، وكذلك تعتبر النسخ المحتوية على الأمونيوم أقل شدة بالمقارنة مع نظائرها الصوديومية.

تتميز هذه الكبريتات بقدرتها العالية على التنظيف وإزالة الشوائب، مما يجعلها مكونات شائعة في العديد من الإعدادات التي تتطلب تنظيفًا فعّالًا ولكنها، في الوقت نفسه، تثير بعض الجدل بسبب الآثار المحتملة التي قد تحدثها على الجلد والشعر.

لماذا يجب تجنب استخدام المستحضرات التي تحتوي على الكبريتات؟

تجنب المستحضرات الحاوية على الكبريتات يمكن أن يكون خيارًا حكيمًا في روتين العناية بالشعر لعدة أسباب بيولوجية وفسيولوجية تتعلق بصحة الشعر وفروة الرأس. على الرغم من أن الكبريتات تتمتع بفعالية عالية في تنظيف الشعر وإزالة الدهون والأوساخ، إلا أنها قد تتسبب أيضًا في مجموعة من التأثيرات الجانبية التي تؤثر سلبًا على صحة الشعر وجماله، منها:

• أولاً، الكبريتات تمتلك قدرة قوية على إزالة الزيوت الطبيعية من الشعر وفروة الرأس، وهذا يمكن أن يؤدي إلى جفاف وتلف الشعر بمرور الوقت. الشعر الجاف والهش يصبح أكثر عرضة للتساقط والتكسر، مما يفقده بريقه ومرونته الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، الأشخاص الذين يعانون من بشرة حساسة قد يجدون أن الكبريتات تثير التهيج في فروة الرأس، مما يؤدي إلى حكة واحمرار وربما التهابات جلدية تماسية.
• ثانيًا، المستحضرات التي تحتوي على الكبريتات قد تؤدي إلى فقدان اللون في الشعر المصبوغ، حيث تساهم في بهتان اللون بشكل أسرع من المستحضرات الخالية من الكبريتات. هذا يعني أن الأشخاص الذين يصبغون شعرهم قد يجدون أنفسهم بحاجة إلى إعادة الصبغ بشكل أكثر تكرارًا، مما يزيد من التكلفة ويضر بصحة الشعر.
• أخيرًا، الاستخدام المتكرر للمنتجات التي تحتوي على الكبريتات قد يؤدي إلى تدهور البنية التحتية للشعر على المستوى البروتيني، مما يؤدي إلى ضعف عام في الشعر من الجذور حتى الأطراف.

لذا، التحول إلى منتجات خالية من الكبريتات يمكن أن يكون خطوة هامة نحو الحفاظ على شعر صحي وقوي ولامع، بالإضافة إلى فروة رأس صحية وخالية من التهيجات.

بدائل للكبريتات في مستحضرات العناية بالشعر والبشرة

عندما نفكر في رعاية شعرنا وبشرتنا، يمكن أن يكون اختيار المنتجات المناسبة أمراً حاسماً للحفاظ على صحتهما وجمالهما. ومع تزايد الوعي بالمكونات المستخدمة في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، برزت الحاجة إلى استكشاف بدائل آمنة وفعالة للكبريتات، التي قد تسبب جفاف الشعر والبشرة، منها:

1. ديسيل جلوكوسيد: يعتبر ديسيل جلوكوسيد من المواد الخافضة للتوتر السطحي النباتية، المستقرة بيئيًا، والتي تعمل كبديل ممتاز للكبريتات. يستخلص هذا المركب من السكريات ويقدم قدرة تنظيف معتدلة دون إصابة البشرة بالتهيج.

2. كوكاميدوبروبيل بيتين: مشتق من زيت جوز الهند، يعتبر كوكاميدوبروبيل بيتين مادة خافضة للتوتر السطحي لطيفة وفعالة. إنه يعمل بمثابة مكون مرطب ومهدئ للبشرة والشعر، ويساعد على الحفاظ على التوازن الطبيعي للزيوت دون إفراط في التجفيف.

3. كوكو جلوكوسيد: كوكو جلوكوسيد هو مكون آخر مستخرج من مصادر طبيعية مثل زيت جوز الهند والفواكه. يوفر تنظيفًا فعالًا دون أن يكون قاسيًا على الجلد والشعر، مما يجعله خيارًا رائعًا للأشخاص ذوي البشرة الحساسة.

4. سلفونات أولفين C14-16: بديل متقدم ومبتكر للكبريتات، يوفر سلفونات أولفين C14-16 أداء تنظيف ممتازًا مع الحفاظ على لطف في الاستخدام، مما يجعله مثاليًا للشامبوهات وجل الاستحمام.

5. سوربيتان لوريت: هذا المركب يعتبر مستحلبًا طبيعيًا يساعد على تنعيم الشعر والبشرة ويعمل كبديل للكبريتات في الصياغات التي تركز على الرطوبة والتغذية.

التحول إلى مستحضرات تحتوي على هذه البدائل لا يساعد فقط في تقليل مخاطر تهيج البشرة والشعر، بل يدعم أيضًا جهود الاستدامة البيئية. باستخدام مكونات مشتقة من مصادر متجددة، يمكننا المساهمة في تقليل البصمة البيئية لمنتجات العناية الشخصية.