الدلكة السودانية للحامل، هل آمنة لتقشير الجسم وعلاج الكلف؟

الدلكة السودانية: تقشير طبيعي وترطيب عميق لتعزيز نضارة البشرة خلال فترة الحمل بأمان.

  • تاريخ النشر: منذ يومين زمن القراءة: 7 دقائق قراءة آخر تحديث: منذ 7 ساعات
الدلكة السودانية للحامل، هل آمنة لتقشير الجسم وعلاج الكلف؟

تعد الدلكة السودانية واحدة من أقدم وأشهر طقوس العناية بالبشرة في التراث العربي، حيث تشتهر بقدرتها الفائقة على التقشير والتنعيم وتوحيد لون الجسم بمكونات طبيعية، ومع التغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة خلال الحمل، تصبح العناية بالبشرة ضرورة لمواجهة الجفاف والتصبغات الجلدية الشائعة (الكلف)، يطرح هذا الوضع تساؤلاً جوهرياً بين الكثير من الحوامل، هل يمكن الاستمتاع بفوائد الدلكة السودانية بأمان دون الإضرار بصحة الأم أو الجنين؟

في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل مكونات الدلكة السودانية، وأهم فوائدها.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

مكونات الدلكة السودانية

تعتمد مكونات الدلكة السودانية بشكل كبير على نوع الدلكة (سوداء أو بيضاء) وعلى الوصفة المستخدمة، ولكنها تتفق جميعها في كونها تعتمد على مزيج من الحبوب المطحونة والأعشاب والزيوت الطبيعية.
إليك أبرز المكونات الأساسية للنوعين:

المكونات الأساسية المشتركة (حبوب التقشير والترطيب)

هذه المكونات هي أساس الدلكة التي توفر التقشير والتغذية، وتعتبر من أهم عناصر العناية الطبيعية بالجسم:

  • دقيق الذرة أو الدخن: وهو المكون الأساسي الذي يشكل قوام الدلكة ويساعد في إزالة الخلايا الميتة وتجديد البشرة.
  • البقوليات المطحونة: مثل الترمس المطحون، أو الحمص المطحون، أو الأرز المطحون (لتفتيح البشرة وتقشيرها بفعالية، مما يعزز نضارتها).
  • النشا (نشا الذرة): يساعد على تنعيم البشرة وتلطيفها، كما يساهم في تقليل الالتهابات والتهدئة.
  • زيت السمسم: يوفر الترطيب العميق الذي يمنح البشرة ملمساً ناعماً ويحميها من الجفاف.
  • زيت اللوز المر/الحلو: غني بالفيتامينات والعناصر الضرورية لتغذية البشرة، مما يعزز نعومتها ويقلل من علامات الإرهاق.
  • زيت الزيتون: يعمل على تقوية حاجز البشرة الطبيعي، ويعزز الترطيب، ويمنحها ملمساً صحياً.
  • ماء الورد أو الماء: يتم استخدام ماء الورد لخلط المكونات الجافة لتشكيل عجينة ناعمة تساعد في تطبيق الدلكة بسهولة على البشرة.

بذور وحبوب وزيوت في أوعية خشبية صغيرة (مكونات طبيعية).

مكونات الدلكة السوداء (المدخنة/الأصلية)

تتميز الدلكة السوداء بلونها الداكن ورائحتها العطرية/الدخانية القوية، وهي تعتبر عنصراً أساسياً في الثقافة السودانية، خاصة في تحضيرات العرائس وفي فترة النفاس، تستخدم بشكل كبير للعناية بالبشرة بفضل خصائصها التي تجمع بين الترطيب والتغذية، كما تسهم في تفتيح البشرة وتوحيد لونها عند استخدامها بانتظام، الفرق الرئيسي يكمن في عملية التدخين (الكافي):

  • حطب الطلح أو خشب الصندل: يتم تدخين الدلكة السوداء عليه لعدة أيام، ما يمنحها لونها الداكن ورائحتها الترابية المميزة، ويعزز قدرتها على البقاء محفوظة لفترة طويلة.
  • القرنفل المطحون: يمتاز القرنفل بخصائصه المضادة للبكتيريا، بالإضافة إلى رائحته العطرية المميزة التي تضفي انتعاشاً.
  • المحلب المطحون: من الأعشاب الأساسية في تركيب الدلكة، يساعد في تحسين ملمس الجلد ويمنحه نعومة مميزة.
  • الصندل المطحون (خشب الصندل): إلى جانب خصائصه العطرية، يساهم خشب الصندل في تفتيح البشرة وإضافة لمسة من الرفاهية.
  • المسك المطحون أو دهن الصندل: يضفي رائحة فاخرة تدوم طويلاً، ما يجعلها مثالية للعرائس.
  • الضفرة المطحونة (أظافر من حيوانات بحرية مجففة ومطحونة): تستخدم تقليدياًِ في بعض الوصفات لتعطير الدلكة وتعزيز ثبات رائحتها، كما يعتقد أنها تمد البشرة ببعض المعادن المفيدة.

كرات دلكة سودانية جاهزة ومكورة في علبة بلاستيكية.

مكونات الدلكة البيضاء (غير المدخنة)

هي أخف وأقل تركيز في الروائح العطرية القوية، ولا تخضع لعملية التدخين:
تعتمد على المكونات الأساسية المشتركة (دقيق الذرة، الترمس، الزيوت، ماء الورد) مع دمجها بعناية لتكون أكثر نعومة على البشرة ومناسبة للاستخدام اليومي،
يضاف إليها مكونات تفتيح إضافية ومغذية للبشرة مثل:

  • قشر البرتقال أو قشور الحمضيات المجففة والمطحونة، التي تساعد في تجديد خلايا البشرة.
  • عرق السوس المطحون، المعروف بخصائصه المهدئة والمضادة للتصبغات.
  • الحلبة المطحونة، التي تعزز الترطيب الطبيعي للبشرة.
  • عصير الليمون (يجب الانتباه لاستخدامه للحامل، ويفضل تخفيفه) الذي يعمل على تفتيح وتطهير البشرة بلطف.

تكون رائحتها غالباً منعشة وطبيعية أكثر اعتماداً على ماء الورد والزيوت الأساسية الخفيفة، مما يمنح شعوراً بالانتعاش والنظافة دون أي تأثيرات مزعجة.

فوائد الدلكة السودانية للحامل

تعتبر الدلكة السودانية، عند استخدامها بشكل آمن ومعتدل وبتجنب بعض المكونات القوية، مفيدة للحامل لمواجهة التغيرات الجلدية التي تحدث خلال فترة الحمل، وإليك أهم فوائد الدلكة السودانية للحامل:

مقاومة تصبغات وكلف الحمل

تعمل المكونات الطبيعية مثل دقيق الذرة أو الحمص كمقشر لطيف يزيل الخلايا الميتة المتراكمة على سطح الجلد، تساعد إزالة هذه الطبقة السطحية في تفتيح وتوحيد لون البشرة، وتقليل ظهور البقع الداكنة والتصبغات الناتجة عن التغيرات الهرمونية أو تأثيرات أشعة الشمس الضارة.
بالإضافة إلى ذلك، يعزز التقشير اللطيف تجديد خلايا الجلد ويحسن امتصاص المستحضرات المغذية، مما يمنح البشرة مظهراً أكثر نعومة ونضارة.

عين امرأة وعلامات نمش/تصبغ خفيفة حولها.

ترطيب عميق وزيادة مرونة الجلد

تحتوي الدلكة على الزيوت الطبيعية (مثل زيت السمسم أو زيت اللوز) التي تغذي البشرة بعمق وتساعد على تجديد خلايا الجلد.
هذا الترطيب لا يحافظ فقط على مرونة الجلد، بل يعزز أيضاً نعومته وإشراقه، مما يقلل من الجفاف ويمنع ظهور التشققات وعلامات التمدد (Stretch Marks) خاصة في منطقة البطن، والأرداف، والصدر، والفخذين.
كما أن المكونات الطبيعية في الدلكة توفر حماية إضافية ضد العوامل الخارجية مثل التلوث والأشعة فوق البنفسجية.

امرأة سمراء تطبق مرطباً أو كريماً على خدها.

تنشيط الدورة الدموية وتخفيف الخمول

عملية فرك وتدليك الجسم أثناء تطبيق الدلكة تنشط الدورة الدموية بلطف وتساعد على تحسين تدفق الأكسجين والمواد المغذية إلى خلايا الجلد، ويسهم ذلك بشكل كبير في تخفيف الشعور بالثقل والتعب والخمول الذي قد يصاحب الحمل، ويعمل على تعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء.

بالإضافة إلى ذلك، يمنح الجسم نضارة ولوناً وردياً طبيعياً ويحفز تجديد خلايا البشرة، مما يساعد على تحسين ملمس الجلد وإشراقه بشكل عام.

تنعيم البشرة وعلاج الجفاف

تعالج الدلكة جفاف البشرة الشديد الذي قد يزيد خلال الحمل، حيث تعمل على ترطيب الجلد بعمق وتزويده بالعناصر المغذية التي تساعد في تحسين مرونته،
تترك الجلد ناعماً كالحرير، مما يساهم في الشعور بالراحة والنضارة طوال اليوم.
إضافةً إلى ذلك، تساعد الدلكة بشكل فعال في التخلص من مشكلة الجلد الميت أو جلد الدجاجة (Keratosis Pilaris)، عن طريق إزالة الخلايا التالفة وتحفيز تجددها، مما يعزز من توحيد لون البشرة ويحسن قوامها بشكل ملحوظ.

امرأة تطبق قناعاً أو كريماً على وجهها لتنعيم البشرة.

الاسترخاء وتحسين الحالة النفسية

طقوس العناية الذاتية والتدليك الخفيف باستخدام الدلكة لا تساهم فقط في تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج العام، بل تعزز أيضاً من تدفق الدورة الدموية وتساعد على تخفيف آلام العضلات الناتجة عن التغيرات الجسدية أثناء الحمل، بالإضافة إلى ذلك، فإن ممارسة هذه العناية الذاتية تعمل على تقوية الاتصال بين الأم وجنينها وتوفر إحساساً بالراحة والاسترخاء المطلوبين، مما يساهم في دعم الصحة النفسية والجسدية للأم خلال هذه المرحلة المهمة.

لكن لضمان الاستخدام الآمن، يفضل للحامل استخدام الدلكة البيضاء الطبيعية التي تتميز بمكوناتها الطبيعية والآمنة على البشرة، أو دلكة خالية من الروائح والعطور القوية أو المواد الكيميائية التي قد تسبب تهيجاً أو تحسساً، كما ينصح بتجنب استخدام أي منتجات تحتوي على مواد قد تؤثر على صحة الجلد أو تسبب ردود فعل غير مرغوب فيها، ومن المهم أيضاً الامتناع بشكل كامل عن التبخير (الكافي) القوي أو استخدام المنتجات ذات الحرارة العالية خاصة في شهور الحمل الأولى نظراً لآثارها المحتملة على صحة الحامل والجنين.

امرأة مسترخية تبتسم وعيناها مغمضتان على الأريكة.

وفي الختام، يتضح أن الدلكة السودانية لا تزال تمثل كنزاً تقليدياً قيماً للعناية ببشرة المرأة الحامل، شريطة الالتزام بقواعد الأمان الصارمة واختيار المكونات الخفيفة واللطيفة، من خلال توفير تقشير طبيعي يحارب التصبغات والكلف، وترطيب عميق يعزز مرونة الجلد ويقي من علامات التمدد، تقدم الدلكة تجربة استرخاء شاملة تساهم في التخفيف من ضغوط الحمل، إن مفتاح الاستفادة من هذه الطقوس يكمن في تفضيل الأنواع غير المبخرة، وتجنب التدليك العنيف، والحرص على استشارة الطبيب في حال وجود أي مخاوف صحية. وتذكري، تبقى العناية الذاتية باستخدام هذه الوصفات الطبيعية خطوة مهمة للحفاظ على نضارة وجمال البشرة في هذه الفترة المميزة.

  • الأسئلة الشائعة عن الدلكة السودانية للحامل

  1. هل الدلكة السودانية آمنة في الشهور الأولى من الحمل؟
    لا ينصح باستخدام الدلكة في الشهور الثلاثة الأولى (الثلث الأول) كإجراء وقائي عام، خاصة الدلكة السوداء القوية أو المبخرة، يفضل تأجيل استخدامها حتى بداية الشهر الرابع، ويجب تجنب الروائح العطرية القوية جداً أو التدليك العنيف الذي قد يسبب انقباضات غير مرغوب فيها.
  2. هل تساعد الدلكة السودانية في التخلص من علامات التمدد (الـ "ستريتش ماركس")؟
    الدلكة تساعد بشكل أساسي على الوقاية من علامات التمدد أكثر من علاجها بعد ظهورها، وذلك بفضل زيوتها الطبيعية التي ترطب الجلد وتزيد مرونته، التقشير يزيل الجلد الميت، مما يعزز امتصاص المرطبات، لكنها ليست علاجاً جذرياً للعلامات العميقة.
  3. ما هو الفرق بين الدلكة البيضاء والسوداء للحامل؟ وأيهما أفضل؟
    الدلكة البيضاء هي الأفضل للحامل لأنها غير مدخنة (غير مبخرة بحطب الطلح)، وبالتالي خالية من رائحة الدخان القوية والمكونات العطرية النفاذة، تفضل الدلكة البيضاء لأنها أكثر لطفاً على البشرة وأقل عرضة للتسبب في الغثيان أو الحساسية أثناء الحمل.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح العناية بالجمال والشعر