تساقط الشعر ما أسبابه وطرق المعالجة: للنساء والرجال

  • تاريخ النشر: الإثنين، 13 يناير 2020
تساقط الشعر ما أسبابه وطرق المعالجة

من الطبيعي ان يفقد الشخص ما بين 100 الى 150 شعرة رأس في اليوم. وإن تعدى عدد الشعرات المفقودة ذلك، يعتبر الامر غير طبيعي ويدل على حالة مرضية.


لشعر الرأس أهمية كبيرة عند الأنثى والرجل، فهو ليس رمزا للأنوثة فقط، بل أيضا للشباب والحالة النفسية والصحية الجيدة عند الجنسين. وعند اكتشاف وجود ثعلبة او قشرة او تساقط خصلات كثيرة من الشعر يخشى الشخص على صحته كثيرا، حيث تعتبر هذه كأعراض تدل على اصابة الجسم بخلل ما. كما يعرف أن العناية بالشعر ونظافته وحيويته من إحدى أوليات المرأة. فبالإضافة الى عنايتها بجمال الوجه والجسم، فالشعر مهم لإكمال المظهر الجميل، لكن عليها التعرف على طبيعة شعرها والمشاكل التي يعاني منها حتى تتمكن من التعامل معه بشكل صحيح وتعزز من صحته. وهنا يأتي دور خبراء تجميل الشعر وأطباء الجلدية في توجيه المرأة والرجل الى افضل الطرق للتعامل مع مشاكل الشعر والعناية به بشكل مناسب.
بينت الدكتورة حنان بيطار، اختصاصية طب الجلدية والتجميل غير الجراحية في مستشفى دار الشفا، أن سقوط خصلات كبيرة من الشعر من دون شد الشعر امر غير طبيعي، وقالت:
-
أفضل طريقة لتقييم درجة التساقط، هي ان يضع الشخص يده في شعره ويمشطه او يسحبه بشكل خفيف لخمس مرات. فإن خرجت معه كمية كبيرة من الشعر، بما يعادل عشر شعرات او اكثر في كل مرة، فذلك يعادل فقدان 50 شعرة وأكثر، وهو امر غير طبيعي.

أسباب تساقطه

أسباب تساقط الشعر كثيرة، ومن أكثرها شيوعا:

1- أسباب داخلية في الجسم

من اكثرها شيوعا:
-
اضطراب في عمل الغدة الدرقية، سواء قصور او فرط وظيفي. - اضطرابات هرمونية (اختلال في افراز الهرمونات الانثوية والذكرية او في نسبتها).
-
الاصابة بالأنيميا او بانخفاض في الفيتامينات (كفيتامين دال) والعناصر الغذائية المهمة لصحة الشعر والجسم.
-
اسباب جينية وراثية: وجود تاريخ عائلي بأفراد مصابين بالصلع وتساقط الشعر.
-
المرور بفترة من التوتر والضغط النفسي او البدني الشديد.

2- أسباب خارجية

مثل استخدام منتجات كيميائية تضر بالشعر وفروة الرأس ومنها تلك التي تحتوي على الفورمالديهايد والامونيا، وتعدد مرات صبغ الشعر الصبغات السيئة والمنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية. بالإضافة الى التعامل مع الشعر بشكل سيئ كالتمشيط القاسي وكثرة شد الشعر وتجعيده.

التشخيص

لتشخيص سبب الاصابة تستخدم الوسائل التالية:
1- التاريخ المرضي والوراثي: مثل الاصابة بالأمراض الاخرى، خاصة الانيميا واضطرابات الغدة والهرمون. بالإضافة الى وجود تاريخ عائلي بالإصابة بتساقط الشعر او الصلع.
2- الفحص الاكلينيكي: فحص فروة الرأس والشعر مع جذب الشعر بشكل خفيف لتقييم درجة الخسارة. كما يتحرى وجود أعراض تدل على اصابة بأمراض اخرى.
3- الخضوع لفحوصات الدم التفصيلية، لاكتشاف صحة الجسم ووجود اي انخفاض في احد العناصر والفيتامينات او اضطراب هرموني.
وأشارت د. بيطار الى ان المرأة لا تصاب بالصلع ابدا مهما زاد عندها تساقط الشعر، حيث تحميها هرموناتها الانثوية من ذلك، وفسرت قائلة:
-
قد تصاب المرأة بحالة مرضية وراثية تسمى «الوبيشيا» ويحدث فيها تساقط شعر بشكل شديد خاصة في المنطقة الامامية من الرأس، لكنها لن تصاب بالصلع. فهو نتيجة لتأثير هرمون الذكورة (التستستيرون)، الذي تكون نسبته منخفضة في جسم السيدات وبشكل غير كاف لتسبيب الصلع.


أثر التوتر على الشعر

للحالة النفسية والجسدية تأثير كبير في صحة الشعر وكثافته، ما يعلل تساقطه نتيجة مرور الشخص بفترة من التوتر والضغط البدني أو النفسي مثل بعد الخضوع لعملية جراحية او عملية الولادة، التعرض لصدمة عاطفية او ضغط نفسي شديد. وعادة، ما يحدث التساقط بعد 3-4 اشهر من بعد مرور هذا السبب النفسي او البدني. وقد يكون هو السبب الوحيد لتساقط الشعر من دون وجود سبب بدني آخر. وقد يحدث بشكل مؤقت، فبعد فترة يتوقف التساقط، او يستمر من دون توقف ويسبب تخفيفا كبيرا لشعر الرأس. وينصح بالعلاج منذ البداية لتفادي المضاعفات.

العلاج

تعتمد طريقة العلاج على السبب الذي ادى الى تساقط الشعر.
-
يجب علاج أي انخفاض في عناصر الدم (كالأنيميا) وأي مرض او اضطراب في الغدد والهرمونات.
-
التزود بفيتامين دال لمن يعاني من انخفاضه، من خلال التعرض للشمس بشكل كاف وتناول مكملات غذائية او حقن تحتوي على فيتامين دال مع تناول منتجات الحليب.
-
استخدام بخاخ لفروة الرأس يحتوي على عقاقير مينوكسدين او كوبرنيترايد.
-
غسل الشعر بمنتجات خاصة (شامبو وكريم مرطب).
-
تناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامينات مهمة لدعم ونمو الشعر وصحته ونضارته، خاصة فيتامين البيوتين والزنك ومجموعة فيتامينات ب وغيرها.
-
علاج الميزوثيرابي: وهو حقن فروة الرأس بفيتامينات مهمة لنمو الشعر. وقد تحتوي ايضا على مستخلص من الخلايا الجذعية او قد تستخلص من بلازما دم الشخص ذاته. ويخضع المريض لكورس كامل من جلسات الميزوثيرابي حتى يحصل على نتيجة ناجحة.
-
بالنسبة لعلاج مرض الوبيشيا، هناك حبوب جيدة تسمى الالدكتون. وهي مفيدة جدا، لكن يجب تناولها تحت اشراف طبي لمراقبة ظهور أي آثار جانبية وتفاديها.
-
بالنسبة لتساقط الشعر بعد عملية الولادة
بـ3 الى 4 اشهر ، يحدث نتيجة لما يسمى تيلوجين افلوفيوم. ويحتاج الى تناول حبوب توازن هذا التأثير.
لا تتوقف عن العلاج مبكرا او فجأة
أشارت د. بيطار الى ان سبب عودة تساقط الشعر بعد الخضوع للعلاج (كالميزوثيرابي او تناول المكملات الغذائية) يرجع الى توقف المريضة عن العلاج بشكل مفاجئ وقبل اتمام خطة العلاج الكافية. واضافت:
-
ينصح بالتوقف عن العلاج بعد اكماله وبشكل تدريجي. على سبيل المثال، بالنسبة لحقن الميزو ثيرابي، فتأخذ السيدة 4 حقن في الشهر الاول (جلسة اسبوعيا) وثم جلستين في الشهر (جلسة كل اسبوعين) وثم جلسة في الشهر. مما يعود الجسم على اخذ كمية من الفيتامينات شهريا للحفاظ على صحة الشعر.

المكملات الغذائية مفيدة

تتوافر في الاسواق العديد من المنتجات والمكملات الغذائية الخاصة بدعم صحة الشعر ونموه. وبينت د. بيطار ان تناولها مفيد وغير مضر، فهي منتجات توفر العناصر الغذائية التي تدعم وتحفز نمو شعر قوي وصحي.
لكنها نصحت بضرورة تحري الجودة وقراءة مكوناتها لاختيار الافضل. وقالت:
-
توجد منتجات كثيرة في الاسواق تختلف من حيث نسب العناصر التي تحتويها، كما تختلف منتجات الرجال عن تلك للنساء. ولا تتساوى جميع المنتجات في الجودة. وللحصول على افضل النتائج، يجب اختيار منتج لشركة عالمية جيدة وخضع لدراسات بحثية ويحتوي على جميع العناصر المهمة للشعر. ومن هذه المنتجات منتج «نيوهير»، حيث يحتوي على نسب عالية من الفيتامينات والعناصر المهمة لدعم صحة الشعر. كما ان التجربة والابحاث بينت اثره الناجح على صحة الشعر. ومن واقع التجربة، وجد أن أثره يكون واضحا على الشعر من بعد شهر او شهرين من بدء تناوله، حيث تلحظ السيدة زيادة في كثافة الشعر وسماكته وحيويته.


الثعلبة مرض مناعي

تعرف الثعلبة بظهور منطقة خالية من الشعر في منطقة مشعرة من الجسم، مع شرط ان يكون الجلد فيها سليما. وقد تحدث الثعلبة في أي منطقة مشعرة في الجسم مثل فروة الرأس والحاجب والشارب واللحية واليدين والساقين. وعادة ما تكون المنطقة الخالية من الشعر صغيرة وبحجم قطعة النقود المعدنية وقد تظهر في مكان واحد او في عدة مناطق. وحول سببها بينت د. بيطار:
-
سبب الاصابة غير معروف، لكن الدراسات اظهرت ارتفاع نسبة الاصابة عند بعض الافراد نتيجة مرورهم بحالة نفسية شديدة او تكرار تعرضهم لالتهابات البلعوم والجهاز التنفسي. ويعزى حدوث الثعلبة الى حدوث اضطراب في الجهاز المناعي بحيث تقوم خلاياه الدفاعية (الاجسام المضادة) بالهجوم على بصيلة الشعر وقتلها معتقدة انها جسم غريب، ما يمنع نمو الشعر في هذه المنطقة. لكن سبب حدوث هذا الاضطراب عند البعض من دون الآخرين غير معروف، الا انه لوحظ وجود استعداد جيني للإصابة بهذا الاختلال. ويعرف أن من اصيب بالثعلبة مرة هو أكثر عرضة للإصابة بها مرة ثانية مما يثبت وجود استعداد جيني.


العلاج

1- العلاج بمواد تحفز الدورة الدموية للجلد وتهيج المنطقة حتى تعدل من تأثير المضادات المناعية على الشعر. ومن ذلك: حك المنطقة بالثوم او قطعة من الجوخ او وضع قليل من عجينة او كريم الثوم. لكن حذرت د. بيطار من ضرر تحفيز المنطقة بشكل مفرط، فذلك قد يسبب الحساسية او الحروق او ندبات (التليف) على الجلد وهو ما سيمنع نمو الشعر مرة ثانية او يخففه.
2- استعمال حقن الكورتيزون بشكل موضعي. ويمكن استعمال جهاز يسمى «ديرموجت» يقوم بحقن المنطقة بشكل موضعي ويخضع له مرة كل 20 يوما الى ان يعود الشعر الى النمو.
3- كريمات موضعية تعمل على تعديل المناعة للجلد.

علاج القشرة صعب

قد تظهر القشرة نتيجة اصابة بالتهابات او تهيج دهني لفروة الرأس، وقد تصيب شعر الرأس والحاجب وشعر الوجه ايضا. ويعتقد الكثير من المصابين بها أن القشرة حالة مرضية لا يمكن الشفاء منها. لكن د. بيطار بينت خطأ هذا الاعتقاد، فبالرغم من صعوبة علاجها، فإنه امر ممكن وبشكل نهائي ان اتبع المريض خطة العلاج بالكامل. وسبب الانتكاسة هو توقف المريض عن العلاج مبكرا او بشكل مفاجئ، فلا بد من إيقاف الدواء بشكل تدريجي.
وتعالج القشرة بمواد تسمى «كيراتولايتك»، واحيانا يستعان بعقاقير الكورتيزون. ومن بعد توقف القشرة، تخفف الجرعة الدوائية الى ان تصل الى جرعة خفيفة تؤخذ للحفاظ على عدم عودة الاصابة.


نصائح للحفاظ على شعرك

اليك خمس نصائح تساعدك في الحفاظ على جمال شعرك وصحته وحيويته:
1- أفضل وسيلة لتقوية بصيلات الشعر هي الغذاء الجيد الغني بالخضراوات والفواكه ومنتجات الالبان. لذا ركزي على تناول غذاء متكامل وغني بالعناصر الغذائية المهمة للشعر.
2- الاعتناء بالشعر وغسله وتنظيفه من الدهون والأوساخ العالقة باستخدام منتجات مناسبة. وتختلف طريقة العناية بالشعر بحسب نوعيته، فالشعر الدهني يطلع افرازات دهنية كثيرة ولا بد من ان يغسل بتواتر وبشامبو مضاد للدهون لمنع ترسبها على الشعر، وما قد يترتب عليه من اصابة بالتهابات وفطريات وقشرة.
اما الشعر الجاف، فيجب غسله بتواتر اقل (كل يومين او ثلاثة ايام) بشامبو مرطب، كما لا بد من استخدام ماسك وزيوت ومرطبات لأطراف الشعر.
3- التزود بفيتامين دال من خلال التعرض للشمس وتناول منتجات مدعمة بفيتامين دال.
4- شرب الماء باستمرار للحفاظ على رطوبة الشعر والجسم ايضا.
5- من المفيد ان تتناول السيدة مكملات غذائية تحتوي على مواد وفيتامينات مخصصة لتزويد الشعر بما يحتاجه.

صلع الرجال وراثي

سبب صلع الرجال الرئيسي هو عامل الوراثة. وغالبا ما يولد الولد ولديه شعر كثيف، لكنه يبدأ بالتساقط ويخف مع تقدم العمر به، إلى ان يصل الى مرحلة حدوث صلع جزئي او كامل.

تساقط الشعر ما أسبابه وطرق المعالجة: للنساء والرجال

واوضحت الاختصاصية:
-
ليس شرطا ان تكون الوراثة من الاب. فقد يكون الاب غير مصاب بالصلع، لكن يرث الولد الصلع من اخواله او الاعمام المصابين بالصلع. فوجود حالات صلع في الاقارب يرفع فرصة اصابة الاطفال.
وتشير الإحصائيات الى أن %25 من الذكور يعانون من حالة من حالات الصلع بحلول سن الخامسة والعشرين، بينما يعاني %50 عند سنوات الخمسينات. وتصل النسبة الى %60 عند الذكور من بعد سن الخمسين.


العلاج

أكدت د. بيطار عدم توصل الطب الحديث إلى علاج يمنع حدوث الصلع عند من يتوافر لديهم عامل الوراثة. وقالت:
-
جميع العلاجات المتوافرة حاليا تهدف الى تقليل فقدان الشعر وتأخير حدوث الصلع لكنه سيحدث في النهاية. ومن امثلتها بخاخ المينوكسدين، وعقاقير تسمى «انتي اندروجينيك» مثل بروبيشيا التي تساهم في تحسين الحالة وتأخير الصلع. بيد ان مشكلة عقار البروبيشيا انه قد يسبب لبعض الرجال اثرا جانبيا مزعجا، وهو تخفيف القدرة على الانتصاب. ويبقى الحل المثالي للصلع هو الخضوع لعملية زرع شعر.

المصدر: هنا