أسباب ومؤشرات صحية لتغيرات الأظافر وخطوطها

تُعد الأظافر مرآة دقيقة لصحة الجسم الداخلية، إذ لا تقتصر وظيفتها على حماية أطراف الأصابع فحسب، بل تعكس أي تغيّرات داخلية قد تطرأ على الجسم، قد تلاحظ أحيانًا ظهور خطوط أو نتوءات أو تغيّرًا في لون الأظافر، فتبدأ بالتساؤل: هل هذا أمر طبيعي أم إشارة لمشكلة صحية؟ في هذا المقال، سنتناول أسباب ظهور الخطوط على الأظافر وأنواعها، وكيفية تشخيصها وعلاجها، إضافةً إلى دلالات ألوان الأظافر المختلفة، لنفهم معًا ما الذي تحاول أظافرنا قوله لنا.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

ما هي الخطوط على الأظافر؟

تتكوّن الأظافر من الكيراتين، وهو البروتين ذاته الموجود في الجلد والشعر، وعندما تتأثر عملية نمو الكيراتين أو صحة الخلايا المنتجة له، تظهر خطوط على سطح الظفر، إما بشكل طولي أو أفقي.

غالبًا ما تكون الخطوط الطولية التي تمتد من قاعدة الظفر إلى أعلاه أكثر شيوعًا، خصوصًا مع التقدم في العمر، بينما قد تشير الخطوط الأفقية أو ما يُعرف بخطوط "بو" إلى وجود مشكلة صحية مؤقتة أو مزمنة تعيق نمو الأظافر بشكل طبيعي.

أنواع الخطوط على الأظافر

يمكن تقسيم الخطوط إلى نوعين رئيسيين، يختلفان في الشكل والأسباب:

الخطوط الطولية (العمودية)

وهي تلك التي تمتد من قاعدة الظفر نحو الطرف، وغالبًا ما تكون طبيعية وغير خطيرة، ومع ذلك، قد ترتبط أحيانًا بحالات صحية مثل:

• الشيخوخة: مع التقدم في العمر، تصبح الخطوط الطولية أكثر وضوحًا نتيجة تباطؤ نمو الخلايا وفقدان الرطوبة الطبيعية في الأظافر.

• الأمراض الجلدية: كالإكزيما أو جفاف الجلد الشديد، حيث تفقد الأظافر مرونتها وتظهر خطوط واضحة.

• قصور الغدة الدرقية: قد يؤدي إلى أظافر سميكة وهشة ذات خطوط عمودية، وغالبًا ما يصاحبها انتفاخ بسيط في أطراف الأصابع.

الخطوط الأفقية (خطوط بو)

تُعد هذه الخطوط مؤشرًا على توقف مؤقت في نمو الظفر، وقد تنتج عن عدة عوامل مثل:

• الإصابات الجسدية: كضرب الإصبع بالباب أو سقوط جسم ثقيل عليه.

• الأمراض الحادة: مثل الالتهاب الرئوي، أو الحصبة، أو الإصابة بفيروس كوفيد-19.

• العلاج الكيميائي: الذي يؤثر على انقسام الخلايا.

• ضعف الدورة الدموية: كما في حالات مرض الأوعية الدموية الطرفية.

• تأثير العادات التجميلية: مثل الاستخدام المفرط لأظافر الجل أو الأكريليك، أو وضع طلاء الأظافر لفترات طويلة مما يمنع الأظافر من التنفس.

نقص الفيتامينات والمعادن وتأثيره على الأظافر

النقص الغذائي من أكثر الأسباب شيوعًا لظهور الخطوط والنتوءات.

• نقص الحديد: يسبب هشاشة في الأظافر وظهور خطوط عمودية دقيقة.

• نقص الزنك: يؤدي إلى ظهور خطوط بو أو بقع بيضاء على سطح الظفر.

• نقص فيتامين B12 أو حمض الفوليك: يبطئ نمو الأظافر ويؤثر على لونها ولمعانها.

لذلك فإن النظام الغذائي المتوازن يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة الأظافر ومظهرها.

العدوى وتأثيرها على الأظافر

قد تكون الخطوط أو التشققات نتيجة عدوى فطرية أو بكتيرية تصيب فراش الظفر، في العدوى الفطرية، تميل الأظافر إلى التحول للون الأصفر أو الأخضر وتصبح أكثر سُمكًا وهشاشة.

أما العدوى البكتيرية فقد تسبب انتفاخ الجلد المحيط بالظفر أو تغير لونه، فيما تؤدي الثآليل الفيروسية أحيانًا إلى تشوه سطح الظفر وظهور نتوءات واضحة.

كيف يتم تشخيص الخطوط على الأظافر؟

عند ملاحظة خطوط غير معتادة أو تغير مفاجئ في شكل الأظافر، يُفضل مراجعة الطبيب المختص.
خلال الفحص، سيقوم الطبيب بـ:

1. طرح أسئلة حول تاريخ الحالة ووقت ظهور التغيرات.

2. تقييم الحالة الصحية العامة وأي أعراض مرافقة مثل التعب أو فقدان الوزن.

3. إجراء تحاليل الدم أو البول للكشف عن نقص الفيتامينات أو اضطرابات الغدة الدرقية أو أمراض الكبد.

4. فحص الأظافر بالمجهر أو أخذ عينة في حال الاشتباه بعدوى فطرية.

التشخيص الدقيق ضروري لتحديد السبب الفعلي ومعالجة المشكلة من جذورها.

علاج الخطوط على الأظافر

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء ظهورها، ولا يمكن إزالة الخطوط نهائيًا دون علاج المشكلة الأساسية،
فيما يلي بعض طرق العلاج حسب السبب:

• في حال نقص الفيتامينات: يتم تعديل النظام الغذائي وتناول مكملات الزنك أو الحديد أو فيتامينات B.

• في حالات الأمراض الجلدية: تُستخدم كريمات مرطبة ومراهم مضادة للالتهاب لتخفيف الجفاف والتقشر.

• في قصور الغدة الدرقية أو السكري: تساعد السيطرة على مستويات الهرمونات أو السكر في الدم على تحسين نمو الأظافر تدريجيًا.

• بعد إصابة أو استخدام الأظافر الصناعية: يُفضل ترك الظفر ينمو طبيعيًا مع ترطيبه يوميًا بزيت الأرغان أو زيت جوز الهند.

يستغرق نمو الأظافر الطبيعية حوالي 3 إلى 6 أشهر، لذا فإن الصبر والعناية المنتظمة هما الأساس لاستعادة صحتها.

ألوان الأظافر ودلالاتها الصحية

لا تقتصر مؤشرات صحة الجسم على شكل الأظافر أو وجود الخطوط فيها، بل إن لون الأظافر نفسه قد يكشف الكثير عن حالتك الداخلية، فكل تغير في اللون يحمل وراءه دلالة معينة يجب الانتباه لها، فيما يلي توضيح لأهم ألوان الأظافر وما قد تشير إليه:

الأظافر السوداء

في أغلب الأحيان، يكون اللون الأسود نتيجة كدمة تحت الظفر ناتجة عن ضربة أو ضغط قوي، حيث يبدأ اللون بالتحول من الأحمر إلى الأرجواني ثم البني الداكن وأخيرًا الأسود، لكن إذا لم تتعرض لأي إصابة، فقد يشير هذا اللون إلى مشكلات صحية مثل:

• فقر الدم (الأنيميا).

• نقص فيتامين B12.

• أمراض الكبد أو اضطرابات الغدة الكظرية.

• وفي حالات نادرة جدًا، قد يدل على سرطان الجلد تحت الظفر، وهو ما يتطلب مراجعة الطبيب فورًا.

الأظافر الزرقاء

يُعرف هذا التغير باسم اللازوردية الزرقاء، ويحدث غالبًا نتيجة نقص الأكسجين في الدم أو ضعف تدفقه إلى الأطراف، ومن أبرز أسبابه:

• أمراض القلب وتصلب الشرايين.

• أمراض الرئة المزمنة مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية أو الانسداد الرئوي.

• تسمم الدم (تجرثم الدم)، وهو حالة طبية طارئة تتطلب علاجًا فوريًا.

الأظافر الصفراء

يُعد اللون الأصفر من أكثر التغيرات شيوعًا في الأظافر، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بعوامل خارجية أو داخلية مثل:

• العدوى الفطرية التي تجعل الأظافر أكثر سُمكًا وبطيئة النمو.

• التدخين، إذ يترك النيكوتين أثرًا أصفر دائمًا على الأظافر.

• مرض السكري أو اضطرابات الكبد.

كما أن الاستخدام المتكرر لطلاء الأظافر الداكن دون وضع طبقة واقية شفافة قد يؤدي إلى اصفرارها بشكل واضح.

الأظافر الرمادية

يشير اللون الرمادي غالبًا إلى ضعف عام في الجسم أو مشكلات مزمنة مثل:

• فقر الدم.

• أمراض القلب أو الرئتين (كاستسقاء الرئة).

• التهاب المفاصل المزمن.

وفي بعض الحالات، قد يكون السبب بسيطًا مثل سوء التغذية أو الجفاف الناتج عن قلة شرب الماء، وهو أمر يمكن تصحيحه بسهولة من خلال العناية اليومية والترطيب المنتظم.

الأظافر الخضراء

يُطلق على هذه الحالة اسم متلازمة الظفر الأخضر، وتحدث عادةً نتيجة عدوى بكتيرية تصيب الأظافر، تشيع هذه الحالة بين الأشخاص الذين يرتدون أحذية مغلقة لفترات طويلة أو يعملون في بيئات رطبة ودافئة، حيث تنمو البكتيريا بسهولة، العلاج يتطلب مضادات بكتيرية موضعية، وفي بعض الحالات قد يحتاج الطبيب إلى قص الظفر المصاب للسماح بنمو ظفر جديد وصحي.

الأظافر الحمراء

يُعتبر تحول الأظافر إلى اللون الأحمر من العلامات النادرة ولكنها الأكثر خطورة، إذ قد يشير إلى:

• ارتفاع حاد في ضغط الدم.

• أمراض القلب أو السكتة الدماغية.

• تسمم أول أكسيد الكربون، وهي حالة طارئة تستدعي تدخلاً طبياً فوريًا.

لذلك، عند ملاحظة احمرار واضح أو تغير دائم في لون الأظافر، يجب مراجعة الطبيب لتحديد السبب بدقة وتلقي العلاج المناسب.

تغيّرات الأظافر ليست مجرد تفاصيل جمالية؛ فهي إنذار مبكر من الجسم يخبرك بأن هناك خللًا يحتاج إلى الانتباه، سواء كانت خطوطًا أو تغيرًا في اللون أو الملمس، فإن ملاحظتها مبكرًا ومراجعة الطبيب قد تساعد على اكتشاف مشاكل صحية في بدايتها، تذكّري دائمًا أن الأظافر السليمة انعكاس لجسم سليم، وأن العناية بها جزء لا يتجزأ من العناية بالصحة العامة والجمال الطبيعي.